ـ الاضطراب:
ـ أريد أن أصرخ ولكنّي أسمع صوتي يرتجف رغما عنّي فتخرج الكلمات متقطّعة
ـ يمتلئ صوتي بالدّموع فيرتجف رغما عنّي
مضى يذرع الطوار لأنه لم يكن يحتمل الجمود طويلا. وكأنما سويت أعصابه من قلق، وكان يذرعه بعجلة دلت على انشغاله واضطرابه وقلقه، كان ضيق الصدر تلوح في عينيه نظرة شاردة تغيب بصاحبها عما حوله.
…وكان صوت ابنها مضطربا حين لفظ هذه الكلمات، فأطالت الأمّ النّظر إليه، واستغربت أن تراه أصفر الوجه، يتصبّب العرق من جبينه
ـ عزمت أن أتظاهر بالبهجة والسّرور وعدم المبالاة حتّى لا تتفطّن أمّي لما فعلت وأتمكّن من الأفلات من العقاب
ـ الانفعال النّفسي (الحيرة)
ـ قلت لنفسي في صمت عميق "كنت فيما مضى أعتني بدروسي... فأتفوّق وأتحصّل على الجوائز"، ثمّ أسألها "ماذا أصابني؟ لماذا هذا النّفور بيني وبين الدّراسة؟"، وفي الأخير أجيبها "إنّي مضطرب، متسمّر في مفترق طرق لا أعرف أيّها أختار؟"
ـ لقد اقتحمت مشاعر الحيرة قلبي، وجعلتني أعيش في عذاب وألم
ـ في الأخير قرّرت أن أخلّص نفسي من عناء هذه الحيرة وعذابها
ـ تشابكت الأفكار في رأسي فقيّدتني وكبّلتني وشلّت حركتي وجعلتني سجين حيرة أخذت تنهش عقلي. صمدت وتحاملت على نفسي وفككت قيودي وهدّأت من روعي ولمّا أحسست بالاستقرار فكّرت في هدوء ولم أجد أحسن من أن ...
ـ أخذ يحاور نفسه في استغراب، وحيرة، وقلق أحيانا. لم يعثر على شيء... فأيّ حلّ يختار، وأيّ عمل يقوم به؟
ـ إنّي أحسّ بالحيرة تخنقني، تحاصرني من كلّ الجهات، وفي كلّ مكان لم يعد بإمكاني الثّبات على أدنى شيء
ـ أحسست بالحيرة تنهش رأسي، كانت الأفكار تسقط من ذاكرتي المتعبة، وازدحمت الصّور في مخيّلتي حتّى عدت لا أرى شيئا
ـ كنت أترقّب أمّي أنظر من النّافذة، ثمّ أتفحّص السّاعة، أجلس، ثمّ أقف، أضغط على قبضتيّ، وأكزّ على أسناني... متى ستصل؟
ـ أستيقظ من غفوتي، يضيق صدري، أتنهّد، ثمّ أردّد في صمت ...
ـ ما بك هل أصابك مكروه، قل لي،ألا تنطق؟
ـ وبعد قليل ستأتي أمّي، وستقول أنّني غبيّ، وجبان، وهي الّتي طالما منحتني كلّ ثقتها
ـ السّاعة تجري بسرعة، والوقت يمضي دون أن أحسّ به
ـ السّاعة تتنقّل ببطء، والوقت يمضي متثاقلا يضني النّفوس
ـ أخذت الحيرة تنخر عظامي، فشلّ تفكيري، وهرب الكلام من بين شفتيّ
ـ شعرت بالأفكار تتردّد في أعماقي رأسي المسحوقة، تتلوّى، وتعاند، ثمّ تقبع لا تريد الخروج كفأر مطارد التزم جحره
ـ ومرّ عليّ الوقت طويلا، طويلا كأنّه سنة، ولكنّي صبرت، وتحمّلت بإرادتي القويّة… وقلت لنفسي: “كلّ شيء له آخر… ومهما تعسّرت المشكلة … فلا بدّ لها من حلّ”
ـ انتابت الطّفل دهشة بالغة لهذا لهذا الّذي رآه حتّى أنّه لم يستطع أن ينطق بحرف
ـ ظلّ الولد في مكانه ينظر في دهشة دون أن يتكلّم وكأنّه في حلم، وعيناه الواسعتان تتساءلان في استفهام على ما يحدث
ـ طلع الصّبح وتبدّد الحلم، وكانت المشكلة لا تزال شغله الشّاغل، ولا يعرف كيف يحلّها فذهب….
ـ استولت عليه، وعجز عن تفسير ما تسائله به نفسه، وأطرق قليلا وهو يفكّر، ثمّ رفع رأسه، وقال…..
ـ ذهبت إلى فراشي لأنام، ولكن النّوم فارق جفوني، فقدكنت مشغول البال، أفكّر في حيلة تمكّنني من الإفلات من العقاب
ـ … ولكنّي لبثت أفكّر، وأقول في نفسي: “ماذا عساي أفعل! وكيف سأتصرّف؟… ولم يوقظني من هذه الأفكار، والآراء إلاّ …
ـ أخذت البنت تجهش بالبكاء، وهي لا تدري ما تفعل، فجأة أحسّت بحركة عند الباب، فعلمت أنّ أمّها قد عادت، فحبست أنفاسها، ووقفت أمام أمّها. راع الأمّ إصفرار وجه ابنتها، وخوفها البادي على محيّاها…
ـ استيقظت في الصّباح مشتّت الذّهن، شارد الفكر
ـ جلست وحدي في غرفتي أستعيد فيها صفاء ذهني، وهدوء تفكيري
ـ انفردت بنفسي داخل الغرفة … وأخذت أفكّر في حلّ المشكلة
ـ وأخيرا اهتدى تفكيري إلى شيء ما. أخذت أقلّب هذا الشّيء في ذهني … وتحوّل إلى فكرة ربّما تحلّ المشكاة (المعضلة)، هببت من مجلسي، وأسرعت …
ـ دخلت غرفتي، وجلست، ولكنّ كلام أمّي كان مستوليا عليّ ... فأنشغل فكري، وتشتّت ذهني